(3)
هل تعرفون المعلبات ؟!!
لها ما يغلفها ليحفظها من ( العوامل الخارجية )!! المفسدة ...
ما هو كفيل بحمايتها و عزلها عن الخارج الفاسد ! و عن التدخلات الطفيلية البغيضة ..
فتعالوا نأخذ علبة ( السردين )! مثلاً فلها من الخارج الوعاء المعدني !
و لها من الداخل تلك المواد الحافظة ( السر الذهبي ) ! في الحفاظ عليها مدة أطول في جودتها ...
و ترقد سمكتين بهدوء و اطمئنان داخل هذا السرير المريح !
و هما الزوجان كذلك أيضاً ! فالأسرة هي الوعاء الذي يجمعهما !
ولكنهما لن يجلسا فيه بذلك الهدوء و الإطمئنان !! إلا بوجود المادة الحافظة !!
التي تقي هاذين الزوجين من ( العوامل الخارجية ) !! المفسدة ...!
فما هي يا ترى ؟!
ابحثوا ما استطعتم ..! لن تجدوا مثل ( كتمان السر ) ! مادة حافظة ذهبية !
تقيهم من الطفيليات الخارجية البغيضة !!
فإن كشف عنهما هذا الغطاء .. ستدخل الأيادي العابثة من كل مكان و من حوب وصوب يتلاعبون بهذا المقرور داخل الأسرة ..!
و الذي يحصل ... أن عندما تقع المشكلة .. و يفضح الزوجان أنفسهما ..
يبادر الناس - بكل أصنافهم و أنواعهم و أشكالهم - لحل هذه المعضلة ..
- فمنهم حكيم سديد الرأي صاحب تأني و بصيرة ... و هؤلاء أعز من الكبريت الأحمر .. نادراً ما تقع يديك على مثلهم في هذا الزمن . ونادراً ما يستمع له !
- و منهم أهوج يهرف بما لا يعرف ، وهذا ذو شر لأنه ينصح بما يضر !
مع أنه طيب القلب ..! إلا أنه لا يعقل ... وغالباً ما يتبع !
- و منهم ناعم كالأفعى ! موت زؤام كسمها ... جميل لطيف هادئ ! إلا أنه إذا اصابك قتلك .. ينصحك بما فيه ضررك ... لحسد في جسده يأكله أو لغيرة تؤرقه و هاقد انقض على أورل فرصة لاحت له عندما انكشف له هذا السر ..
فتدخل ليفسد ... و هو عند الناس مطاع ثم أمين !!
فيا أيها الأزواج !
" استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ، فإن كل ذي نعمة محسود "
رواه الطبراني و البيهقي و القضاعي و خرجه الشيخ ناصر في الصحيحة [ 1453]
فيا أيها الأزواج لا تلوموا إلا أنفسكم إن فضحتموها
فـ"ـإن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها " ( رواه مسلم )
وهذا لا يعني بحال ! أن تكتموا أسراركم عن بعضكم البعض ... بل لابد من المصارحة ما قدرتم على ذلك ..
و ذلك لا يعني بحال ! عدم طلب المشورة من أهل الخبرة .. و لكن لتكونوا ذوي حكمة تعرفوا متى تطلبوها و ممن تأخذوها !!
و لكن الذي اعنيه .. أنه إذا لا قدر الله وقعت المشكلة بينكما - كما أي بيت - لا تنشروها بين الأهل و الأقارب و الجيرات وووووو ...!
فكل واحد يريد أن يدلي دلوه بسوء نية ام بحسنها ... و ( كثرة الطهاة يفسدون الطعام ) !!!