قال الإمام الرَّبانيُّ ابن قيِّم الجوزيَّة :
(( المعارضةُ بين العقلِ والنقلِ هي أصلُ كلِّ فسادٍ في العالم , وهي ضدُّ دعوةِ الرُّسل من كلِّ وجهٍ , فإنهم دَعَوْا إلى تَقديم الوحيِ على الآراء والعُقول , وصارَ خُصومُهُم إلى ضدِّ ذلك ؛ فأتباعُ الرُّسل قَدَّموا الوَحيَ على الرَّأيِ والمعقولِ , وأتباعُ إبليسَ – أو نائبٍ من نوَّابه – قدَّموا العقلَ على النَّقل !
وقال محمَّدُ بن عبد الكريم الشَّهرستاني في كتابه (( المِلَل والنِّحَل )) { 1/9} : إعلم أنَّ أولَ شُبهةٍ وَقَعت في الخَلْقِ شُبهةُ إبليسَ , ومَصدرُها استبدادُهُ بالرَّأيِ في مُقابلةِ النَّصِّ , واختيارُهُ الهوى في مُعارضةِ الأمرِ , واستكبارُهُ بالمادَّةِ التي خُلِقَ منها – وهي النار - , على مادَّةِ آدمَ – وهي الطِّينُ - !! وتشعَّبَت عن هذه الشُّبهةِ شُبُهاتٌ !! ))
( مختصر الصَّواعق المرسلة ) ( 1/293 ) للعلَّامة الموصليّ ..
بواسطة : ( مجلة الأصالة العدد الثاني / ص 75 ) .