آهات في زمن النسيان

عندما ينفض النهار لباسه ...وتكحّل الدنيا بالسواد ، وتنام الأعين النديّة في عالم يملؤه السلام والحمائم البريّة ...وعندها نستيقظ نحن على صوت مركافات حربية وصواريخ مدويّة

وأشلاء مرمية يتبادر لنا أننا سنرتقي في لحظة أو رويّة ...ولربما الجسد ينام نومة أبدية نسابق العمر وننطق كلاماً ذو ألحان شجيّة .



الطفل :

" ضميني ضمة يا أمي فإنّي من صوت الرعب في خوف و حميّة ، لا أعرف النوم أمي

هو بانتظاري يكشف لثامه و يبرز أنيابه القويّة يريد أن يبتلعني فاحميني منه يا أمي ...يا أبيّة



الأم :

" تعال و ارتمي في حجري يا ولدي فإلى الله أشكو عباداً ذو وحشية ، حرموك النوم ا ولدي و حرموا غيرك رؤية أطفالهم للأبديّة ، كيف تنسى يا ولدي البرعي و سلسبيل الرضية

كيف تنسى إخوانك في صفك و مدرستك وبلدك هم الآن تحت الثرى و نفوسهم راضية مرضية...ولله أشكوا من باعوا الوطن والقضية ، ونشروا الأحلام الوحشية ...

هم يلعبون ويسرحون في دنياهم و النهاية ستكون عليهم عكسية ، فانهض يا ولدي إلى فراشك و لا تقل خوف من جبان و توكل على رب البريّة ، واستمع يا بني و نقّ أذنيك بآيات قرآنية نديّة "



الطفل :

- " الجو ظلام يا أمي و الشمعة نورها لا يكفي لأتهجأ حروف آيات سورة البينة فاقرئي عليّ أماه فإنك في حفظ القرآن سويّة "



الأم :

- "نعم كل يا ولدي فآيات سورة الأحزاب تشرح وضعنا كما كان في عهد الرسول مخرج الناس من ظلم الجاهلية ، نم يا ولدي لتقوى على عدوك فإنّ النصر يريد همم الرجال الأبيّة "



الطفل :

- " أرأيت يا أمي ماذا لو أصابني إحدى الضربات العبثية من صواريخ المحتل الغريّة

و سقطت على فراشي و ارتقت روحي لرب البريّة ، أفأحسب شهيداً كمن في ميادين الجهاد يقاتلون شرّ البريّة ؟"



الطفل :

نهضت أختي من الفراش فقلت " أما كنت نائمة منذ ساعات طويلة ؟"



أخته :

" و أي نوم يا أخي أنامه وإنني لأصطنع النعاس لكي أنام براحة و رويّة و عيناي قد تفطرنّ من بكاء و شجيّة ... صور صحيباتي اللاتي كنّا نلعب سويّة ، ولكني سمعتك تتحدث عن الجهاد فاستيقظت لأن الذي يقاتل في ميادين الجهاد ليس كمن يموت على فراشه دون تعب

و دون عراكات ميدانية ، و إنّ للشهادة مراتب عند بارئك فلا أحسبك أن تكون مع الذين عند رسولهم و في الفردوس و في الخلد يتنعمون بنعمة أبديّة " .



الطفل :

- " أيا أمّاه أجيبيني ... أفعلاً لا أستحق المنزلة السويّة ، ألحقيني بكتائب القسام كي أكون مجاهداً في سبيل الله أحمل راية و أقمع عدواً و أدحر ظالماً ... قدميني أماه للوطن للإسلام لله هدية ، و الله إني لفي شوق بأن يتمزق جسدي شظية لأكون شهيداً عند الله و أتوّجك بتيجان لؤلؤية ، و لأهدي الوطن دمي و أخضّب به رايات شعبي التي سترفع على مآذن أقصانا الجريح و إنّها لقضية حتمية "



الام :

- " إني لأفرح يا ولدي بأنك في هذه الرّوح القوية ، ستكبر حيناً يا ولدي و سترى أننا على حق و أننا أصحاب القضية ... بإيمانك يا ولدي و إرادتك ستجعل الكف تلاطم مخرزاً فلا تبخس في استرجاع أرضك فإن الأرض هوية .



الطفل و الطفلة :

عهداً يا أماه أن نبقى حرّاس القضية تنبض فينا كنبض الدم في العروق ولن نساوم ولن نهادن حتى يكتب لنا الله إحدى الحسنيين فإما النصر و إما الشهادة "

جزاك الله كل خير أختي فارسة الدعوة
وجعلك الله من جنده في الأرض الحاملين لواء شريعته
و شكرا على المرور

بارك الله فيك أخت بنت الدعوة و أخي ابن الدعوة و مرابط الكتلة على المرور
و مزيداً من الإبداع للجميع إن شاء الله

هلا و الله
بارك الله فيكي