نمو الإتصال وأحادية الثقافة

زائر

نمو الإتصال وأحادية الثقافة

غسان العزي
الأساس الثاني الذي ترتكز عليه العولمة بعد الإقتصاد هو الإعلام والإتصال , وقد أفرز التطور الهائل لتقنيات الإعلام والإتصال , على المستوى الكوني ظاهرة , تحول حضاري , بحيث يترك العصر الصناعي ومجتمع الإستهلاك , تدريجيا , مكانهما لما يسمى (مجتمع الإتصال) , ويتوقع الباحثون أن تكون النتائج الإجتماعية والثقافية أعمق بكثير من تلك التي أفرزتها , في منتصف القرن التاسع عشر , والثورة الصناعية , والهيمنة الأمريكية على التقنيات و في هذا المجال , تقود العالم إلى أشكال جديدة من التبعية الثقافية فالثقافة الكلية تنتشر في المعمورة وتفرض نفسها ليس في الجنوب بل في أوروبا أيضا .
ويبدو أن المعركة الحاسمة , على مستوى الكون , تدور حول السيطرة على القطاعات الثلاث الصناعية – الكومبيوتر والتلفيزيون والهاتف التي ذابت في االأنترنت) , فالشركة التي تهيمن على الإنترنيت (ميكروسوفت الأمريكية أبرز المرشحين لذلك) تسيطر على الإعلام في العالم مع كل المخاطر التي يحملها ذلك على حرية تفكير المواطنين , وهذا الأمر طاول الصحافة المكتوبة التي أصبح يسيطر عليها عدد قليل من الأثرياء الذين راحوا يشترون الصحف التي تعاني من مصاعب أعلانية , الأمر الذي سبب هبوطا ملحوظا في ثقة المواطنين الغربيين بالإعلام , لقد بات رجال الإعمال المهيمنون على قطاع الإعلام والإتصال أسياد العالم الجدد وباتت محطات التلفزة تنشر برامجها عبر الأقمار الصناعية في العالم بأسره فتحدث تأثيرها العميق على العادات والقيم والأفكار والثقافات , وتراجعن السلطة السياسية إلى المركز الثالث بعد السلطتين الإعلامية والإقاصادية , وصار الحصول على هاتين السلطتين يسهل كثيرا حيازة السلطة السياسية , كما فعل برلسكوني في إيطاليا مثلا , وهكذا فإن الإقتصادي –الإعلامي بدأ يطغى على السياسي , مع ما يحمله ذلك من مخاطر على الديمقراطية التي يرفع شعارها أسياد العولمة .
فتحت ثورة الإنترنت حقبة جديدة من التفاوت في العالم , واللغة المسيطرة هي الإنكليزية طبعا , والتي يسعى الجميع لتعلمها , حتى ألد أعداء الولايات المتحدة الساعين لمواجهة هيمنتها الثقافية كما يقولون , والناتجة عن هيمنتها على القطاع الذي يشكل عصب العصر الكوني الجديد : الإتصال والإعلام.
ليس غريبا , والحال هذه , أن نلاحظ هذا الإنتشار المتسارع لأسلوب الحياة نفسه عبر وسائل الإعلام من أوغادو إلى أمستردام وطوكيوإلى باريس ووهران , المسلسلات التلفيزيونية والأفلام السينمائية نفسها والأخبار والأغاني والدعايات والملابس والسيارات والتنظيم المدني والبيتي والهندسة ...إلخ نفسها .
هناك نموذج واحد يفرض على نفسه أحادية ثقافية لا منازع لها .
لقد فجرت السرعة معظم النشاطات وخاصة تلك المرتبطة بالنقل والإتصال والإعلام , وفي تاريخ الإنسانية كله لم تفرض ممارسات ثقافية واحدة معينة نفسها كنموذج كوني بهذه السرعة , إنه نموذج اقتصادي وسياسي أيضا و فالديمقراطية البرلمانية واقتصاد السوق والتنافس وغلبة الأفضل باتت مقبولة من الجميع كممارسة (عقلانية طبيعية , هناك غربنة للعالم وأمركة على وجه التحديد .
الأخطر أن هذه الثقافة الأحادية التي تسحق الثقافات المختلفة تحت عجلاتها ترفض التعددية , فهي تدين كل ما لا يخضع لقوانين السوق , حتى لو أنتجت هذه الأخيرة فقرا وبطالة وهوة ساحقة بين الفئات والطبقات , وما كان يسمى في الثلاثينات (الأنظمة التوتارليتارية) ذات الحزب الواحد التي ترفض الآخر , حل محلها في نهاية القرن (الإقتصاد التوتاليتاري) في عصر العولمة المرتكز على فكر أحادي يرفض سياسة إقتصادية حضارية ويترك للأسواق المالية القيادة العامة لنشاطات المجتمع الواقع تحت سيطرته.

زائر

جزاك الله خير الجزاء
بارك الله فيك

زائر

مشكورة جدا اختي بنت الاسلام وارجو ان تستمري في اتحافنا بمشاركاتك الرائعة والهادفة

زائر

السلام عليكم

شكرا لكي على هذه المعلومه القيمة
وبارك الله فيكي

زائر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكي أختي الكريمة

ننتظر المزيد من المعلومات والابداعات

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخوتي الكرام أرجو منكم في المرة المقبلة حذف حروف التأنيث عند الرد

إلى الأمام و بارك الله فيك
شكراً

زائر

بارك الله فيك اختي على هذا الموضوع

زائر

بارك الله فيك على هذه المعلومات
يا اختنا بنت الاسلام

زائر

بوركت