السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ,أما بعد
فإن طريقة التعامل مع شعائر الدين وأحكامه بطريقة التعليل العلمي والمنطقي شيء لا يصلح خاصة إذا استشرى وصار لازما ومبالغا فيه..
وقصدي هذه الطريقة التي أصبحت تبرز فيها شعائر الإسلام وأحكامه وعبادته من تحليل ووضع تحت الاختبار المجهري وكأننا نحاول البحث عما يبررها ويجملها وهذا منطق فيه كثير من الغلط لأن شعائر الدين وأحكامه أصلها التعبد والانتظام في مجتمع يرضي الله تعالى يختلف عن غيره من المجتمعات بتفرده في التوحيد وما يترتب على هذا التوحيد وليس المقصود من الإسلام مجموعة من الدروس في الكيمياء والفيزياء والأحياء ينبهر بها الناس ويطبقون الأحكام إعجابا بها ...ولربما كان الإصرار على هذا الأسلوب من باب الضعف الكامن في نفوس أبناء الأمة الذين يحاولون التبرير لوجودهم في الحياة..ولتوضيح ما أقصد اضرب مثالا :مثلا يقولون عند قولنا (بسم الله) عند الشرب فإن ذرات الماء تنسجم انساجما ما بعده انسجام وانتظاما ما بعده انتظام وهذا يؤثر على طريقة استيعاب البدن لها إلخ .وكذلك التسمية عند ذبح الحيوان تؤثر على نوع اللحم وطريقة هضم الجسم له وخلوه من الفيروسات وتعداه إلى الصلاة فمثلا يقال : بعض حركات الصلاة تشابه تماما حركات ما يسمى باليوغا؟؟سبحان الله يقيسون الصلاة باليوغا وكان الصلاة التي فرضت على المسلم حتى في حال كونه مقاتلا في الحرب شرعت لأنها رياضة بدنية كحركات اليوغا....
لا أقصد بالكلام هذا استحالة هذه الفوائد على الله فقدرة الله لا يعجزها شيء إنما أتحدث عن هذا الأسلوب في تعليل كل شيء علميا لنثبت للعالم الذي يعبد العلم من دون الله أن شرائعنا فيها علم وها هي تحت المجهر هذا ليس طرحا يليق بالإسلام وليس طرح مسلمين واثقين. ولم يكن هذا يوما منهج الصحابة رضوان الله عليهم فهم حتى لم يبالغوا في البحث عن تعليل شرعي فضلا عن تعليل علمي...فهل يكون الله تعالى شرع التسمية عند الشرب من أجل أن تتناسق ذرات المياه أم شرعها عند كل أمر لتكون حياة المسلم متعلقة بالله ويبقى مستشعرا لوجود الله وتيسره لكل أمر في حياته وأنه ما كان ليشرب هذا الماء لولا تيسير الله؟؟
لسنا بحاجة لتعليل علمي للحجاب ..يحمي المرأة من كذا وكذا من الأمراض ..نحن بحاجة لمجتمع يتعامل مع حجاب المرأة كونه ميزة نفتخر نحفظ بها أمن المجتمع واستقراره وسلوكه نحن بحاجة لمسلمين يهلون عند الذبح لله لا لسواه لأنه تعالى ميزهم بالتوحيد ونهاهم عن الشرك وعمل الجاهلية
إنه للما يغيظ حقا هذا الاسترسال في التعليل العلمي حتى لم يبق شيء إلا شرحوه ووضعوا له سببا علميا ..وهذا لا يعظم الشرائع إنما يهونها ويحيلها إلى منظومة من الظواهر العلمية
وقد ترى بعد ذلك من يذكر اسم الله عند الشرب حتى يكسب الفائدة الصحية فلم يخطر بباله أن يحمد الله بعد شربه لأنهم ما علموا سببا علميا للحمد بعد...!!!
لا عدمنا آرائكم ولا مناقشاتكم.... فما طرحته كان رأيي وفهمي وبانتظار آرائكم يا كرام...
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم...
ودمتم في أمان المولى