السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ
في هذه الأيام تنتشر بين الطلاب أدعية مخصصة للامتحانات وهي كالتالي
دعاء قبل المذاكرة
اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك وقلوبنا بخشيتك وأسرارنا بطاعتك إنك على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل .
دعاء بعد المذاكرة
اللهم إني أستودعك ما قرأت وما حفظت وما تعلمت فرده لي عند حاجتي إليه إنك على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل .
دعاء التوجه إلى الامتحان
اللهم إني توكلت إليك وأسلمت أمري إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك .
دعاء دخول لجنة الامتحانات
رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا ً نصيرا
دعاء عند بداية الإجابة
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قوْلي .. بسم الله الفتاح ..
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا ً .. يا أرحم الراحمين .
دعاء عند النسيان
اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع علي ضالتي .
دعاء عند النهاية
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
وغيرها
فما رأيك يا فضيلة الشيخ
وفقك الله لما يحب ويرضى
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ووفقك لمرضاته
تخصيص دعاء معيّن بزمن مُعين أو بوقت مُعيّن يَجعله في حيّز البِدع ، وضمن المحدَثَات .
فلا يجوز تخصيص هذه الأزمنة بهذه الأدعية ،
وإنما يُشرع للمسلم أن يَدعو بما شاء من تسهيل أمر ،
أو تحقيق مُراد ، بغير تحديد دعاء مُعيّن بِزمن مُعيّن ، ولا بِوصف مُعيّن .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
****************************************
هل صحت أدعية خاصة تقال في الامتحانات ؟
السؤال:
ما حكم قراءة بعض الأدعية قبل الامتحان وبعده مثل دعاء بداية المذاكرة " اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين أن تجعل لساني عامراً بذكرك وقلبي خاشعاً بخشيتك وسري بطاعتك فأنت حسبي ونعم الوكيل " ،
وعند الخروج من المنزل والتوجه إلى الاختبار " اللهم إني توكلت عليك وأسلمت أمري إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك " ،
وعند نهاية الإجابة " الحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله " ،
عند تعثر الإجابة " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث " ، وغيرها كثير ؟.
الجواب:
الحمد لله
لم يَرِدْ في السُّنة أحاديث فيها بيان ما يقال في الامتحانات ، وما يشاع بين الطلاب مما يقال في " المذاكرة " وعند " استلام ورقة الامتحانات " وعند " تعثر الإجابة " وعند " تسليم الورقة " وغيره : كله مما لا أصل له في السنة النبوية المطهرة , لا في الصحيح ولا في الضعيف ، بل كله موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم .
ونسبة شيء من ذلك للسنة مع علم صاحبه بعدم ثبوته يدُخله في زمرة الكاذبين على النبي صلى الله عليه وسلم .
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال :
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن كذِباً عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ ، مَن كذب عليَّ متعمِّداً فليتبوأ مقعده من النار )
رواه البخاري ( 1229 ) ومسلم ( 4 ) .
ومن أشاع هذه الأحاديث المكذوبة ومثيلاتها وهو يعلم أنها لا تصح نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم : فهو كاذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وإثمه إثم مفتريها وكاذبها .
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن حدَّث عنِّي بحديثٍ يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) رواه مسلم في " مقدمة صحيحه " .
قال النووي رحمه الله :
" ضبطناه " يُرى " بضم الياء ، و " الكاذِبِينَ " بكسر الياء وفتح النون على الجمع ، وهذا هو المشهور في اللفظين ،
قال القاضي عياض : الرواية فيه عندنا الكاذبين على الجمع , ورواه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه المستخرج على صحيح مسلم في حديث سمرة " الكاذِبَيْنِ " بفتح الياء وكسر النون على التثنية ، واحتج به على أن الراوي له يشارك البادي بهذا الكذب " انتهى .
" شرح مسلم " ( 1 / 64 ، 65 ) .
وقد ثبت الدعاء عند الخروج من المنزل لكن لا كما ذكره السائل ، وثبت حديث " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث " ، وثبتت أحاديث تقال عند الشدة والكرب ، وكل ما سبق يشمل الامتحانات وغيرها من الشدائد والمصاعب ،
وهذه هي الأحاديث مخرجة :
أ. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن قال - يعني : إذا خرج من بيته – بسم الله , توكلت على الله , لا حول ولا قوة إلا بالله : يقال له : كُفيت ووُقيت وتنحى عنه الشيطان ) رواه أبو داود ( 5095 ) والترمذي (3426) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
ب. عن أنس بن مالك أيضاً رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمرٌ قال : ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ) رواه الترمذي ( 3524 ) ، وحسَّنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 3182 ) .
ج. عن أنس أيضاً رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً ) رواه ابن حبان ( 3 / 255 ) ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2886 ) .
د. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت : "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له ) رواه الترمذي ( 3505 ) ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1644 ) .
والخلاصة :
أنه لا يجوز اختراع أدعية ونسبتها للشرع ،
وما صح من الأحاديث التي تقال في الشدة والكرب كافٍ .
منقول ....
و قد قرأت كلاماً قريباً من هذه الفتوى للإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعه ...
و لكن !! لا يحضرني الآن أين ذلك في مجموع فتاويه ..
و جزاكم الله خيراً